سورة النور - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النور)


        


{يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم} من العبيد والإماء {والذين لم يبلغوا الحلم منكم} من الأحرار {ثلاث مرَّات} ثمَّ بيَّنهنَّ فقال: {من قبل صلاة الفجر} وهو حين يخرج الإنسان من ثياب النَّوم {وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة} للقائلة {ومن بعد صلاة العشاء} الآخرة {ثلاث عورات لكم} يعني: هذه الأوقات؛ لأنَّها أوقات التَّجرُّد وظهور العورة، {ليس علكم ولا عليهم جناح} ألا يستأذنوا بعد هذه الأوقات {طوافون} أَيْ: هم طوَّافون {عليكم} يريد أنَّهم خدمكم، فلا بأس عليهم أن يدخلوا في غير هذه الأوقات الثَّلاثة بغير إذنٍ، وهذه الآية منسوخةٌ عند قومٍ، وعند قومٍ لم تُنسخ، ويجب العمل بها.


{وإذا بلغ الأطفال منكم} من أحراركم {الحلم فليستأذنوا} في كلِّ وقتٍ {كما استأذن الذين من قبلهم} يعني: الكبار من الأحرار.
{والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً} يعني: العجائز اللاتي أيسن من البعولة {فليس عليهم جناح أن يضعن ثيابهن} جلابيبهنَّ {غير متبرجات بزينة} غير مُظهراتٍ زينتهنَّ، وهو أن لا تريد بوضع الجلباب أن تُري زينتها {وأن يستعففن} فلا يضعن الجلباب {خيرٌ لهن}.
{ليس على الأعمى حرج...} الآية. كان المسلمون يخرجون للغزو، ويدفعون مفاتيح بيوتهنَّ إلى الزَّمنى الذين لا يخرجون، ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا ممَّا فيها، فكانوا يتوقَّون ذلك حتى نزلت هذه الآية. وقوله: {ولا على أنفسكم} أراد: ولا عليكم أنفسكم {أن تأكلوا من بيوتكم} أَيْ: بيوت أولادكم، فجعل بيوت أولادهم بيوتهم؛ لأنَّ ولد الرَّجل من كسبه، ومالَه كمالِه، وقوله: {أو ما ملكتم مفاتحه} يريد: الزَّمنى الذين كانوا يخزنون للغزاة {ليس عليكم جناح أن تأكلوا} من منازل هؤلاءٍ إذا دخلتموها وإن لم يحضروا ولم يعلموا من غير أن يحملوا، وهذه رخصةٌ من الله تعالى لطفاً بعباده، ورغبة بهم عن دناءة الأخلاق وضيق النَّظر، وقوله: {أو صديقكم} يجوز للرَّجل أن يدخل بيت صديقه فيتحرَّم بطعامه من غير استئذانٍ بهذه الآية، وقوله: {أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً} يقول: لا جناح عليكم إن اجتمعتم في الأكل، أو أكلتم فرادى، وإن اختلفتم فكان فيكم الزَّهيد والرغيب، والعليل والصَّحيح، وذلك أنَّ المسلمين تركوا مؤاكلة المرضى والزَّمنى بعد نزول قوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} فقالوا: إنَّهم لا يستوفون من الأكل، فلا تحلُّ لنا مؤاكلتهم، فنزلت الرُّخصة في هذه الآية. {فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم} فليسلِّم بعضكم على بعض. وقيل: إذا دخلتم بيوتاً خالية فليقل الدَّاخل: السَّلام علينا وعلى عباد الله الصَّالحين.


{وإذا كانوا معه على أمر جامع} يجمعهم في حربٍ حضرت، أو صلاةٍ في جمعةٍ، أو تشاورٍ في أمرٍ {لم يذهبوا} لم يتفرقوا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم {حتى يستأذنوه} نزلت في حفر الخندق، كان المنافقون ينصرفون بغير امر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله: {لا تجعلوا دعاءَ الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} أَيْ: لا تقولوا إذا دعوتموه: يا محمد، كما يقول أحدكم لصاحبه، ولكن قولوا: يا رسول الله، يا نبيَّ الله {قد يعلم الله الذين يتسللون} يخرجون في خُفيةٍ من بين النَّاس {لواذاً} يستتر بغيره فيخرج مُختفياً {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} أَيْ: يخالفون أمر الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وينصرفون بغير إذنه {أن تصيبهم فتنة} بليَّةٌ تُظهر نفاقهم {أو يصيبهم عذاب أليم} عاجلٌ في الدُّنيا.
{ألا إنَّ لله ما في السموات والأرض} عبيداً وملكاً وخلقاً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5